1- كثيراً ما يستعجل الإمام أو يغفل المأموم عن تدبر سورة الفاتحة ، خاصة مع تكرارها في مثل التراويح طلباً لتدبر ما بعدها من تلاوة وربما لتدبر قنوت مع أن الفاتحة أولى السور بالتدبر ، لأنها أعظم سورة ، والله تعالى يقول { وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [الحجر87] ، والفاتحة هي السبع المثاني والقرآن العظيم . [باسل الرشود ، انظر :صحيح البخاري (4426)]
2- {الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} يؤخذ من سورة الفاتحة إيجاز المقدمة مع بلاغتها ، لئلا تمل نفوس السامعين بطول انتظار المقصود ، وهذا سنة للخطباء ألا يطيلوا المقدمة فينسبوا إلى العي ، فإنه بمقدار ما تطال المقدمة يقصر الغرض ، ومن هذا يظهر وجه وضعها قبل السور الطوال مع أنها سورة قصيرة . [ابن عاشور – التحرير والتنوير (1/153)]
3- {الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} الحمد هو المدح المقرون بالمحبة التامة والتعظيم التام ، وهذا مناسب جداً للوصف الذي جاء بعد الحمد(رب العالمين = الربوبية ) فإذا كان الله هو ربي العبد وجب عليه أن يحبه ، وإذا كان هو القادر على ذلك وجب عليه تعظيمه . [ابن القيم – بدائع الفوائد (3/132)]
4- مبنى الفاتحة على العبودية ، فإن العبودية إما محبة أو رجاء أو خوف و{الْحَمْدُ لِلَّـهِ} محبة ، و {الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ} رجاء ، و {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} خوف ، وهذه هي أصول العبادة ، فرحم الله عبداً استشعرها ، وأثرت في قلبه وحياته .
5- {الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ} قال أهل العلم : هذان الاسمان يفتحان – لمن عقل – أوسع أبواب المحبة لله ، والرجاء فيه ، وتنويع الاسمين – مع أن المصدر واحد وهو الرحمة – دليل سعتها وفي الحديث القدسي : « أنا عند ظن عبدي بي » . [صالح آل الشيخ ]
6- {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} تأمل كيف تضمنت هذه الآية :
أ- إثبات المعاد
ب- جزاء العباد بأعمالهم – حسنها وسيئها - .
ج- تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق .
د- كون حكمه تعالى بالعدل .
[ابن القيم – مدارج السالكين (1/7/)]
أ- إثبات المعاد
ب- جزاء العباد بأعمالهم – حسنها وسيئها - .
ج- تفرد الرب تعالى بالحكم إذ ذاك بين الخلائق .
د- كون حكمه تعالى بالعدل .
[ابن القيم – مدارج السالكين (1/7/)]
7- فـ { إِيَّاكَ نَعْبُدُ } الغاية ، و{وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} الوسيلة ، فلن تستطيع أن تعبد الله إلا بالله ، فالبداية من الله والنهاية إلى الله ، فإنا لله وإنا إليه راجعون . [ينظر : العبودية لابن تيمية ]
8- { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} من أدب الدعاء أن يكون ذلك بعد الثناء ، وفي قوله : { الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴿1﴾ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ ﴿2﴾ مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} ثناء ، وهذا مناسب أن يكون قبل الدعاء { اهْدِنَا } . [ينظر : تفسير ابن كثير ]
9- في لفظة : { أَنْعَمْتَ} فوائد :
أ- أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم .
ب- أن الهداية لا بعمل العبد ، بل نعمة من غيره أُسديت إليه .
ج- أن المنعم بالهداية هو الله وحده .
د- وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها .
[باسل الرشود ]
أ- أن الصراط المستقيم نعمة من أعظم النعم .
ب- أن الهداية لا بعمل العبد ، بل نعمة من غيره أُسديت إليه .
ج- أن المنعم بالهداية هو الله وحده .
د- وفيه أدب النعمة أن تنسب لمسديها خاصة حال مخاطبته بها .
[باسل الرشود ]
11- حقيقة الصراط المستقيم : هو معرفة الحق والعمل به ، لأن الله لما ذكره في الفاتحة بين من انحرفوا عنه وهم اليهود المغضوب عليهم ، الذين عرفوا الحق ولم يعملوا به ، والنصارى الذين ضلوا عن الحق وعملوا بغيره . [ د.محمد الخضيري
12- كثير من الناس إذا رأى في التفسير أن اليهود مغضوب عليهم والنصارى ضالون ، ظن أن ذلك مخصوص بهم ، مع أن الله أمر بقراءة الفاتحة كل صلاة ، فيا سبحان الله ! كيف يأمره الله أن يستعيذ من شيء لا حذر عليه منه ، ولا يتصور أنه يفعله ؟ بل يدخل في المغضوب عليهم من لم يعمل بعلمه ، وفي الضالين العاملون بلا علم . [محمد بن عبد الوهاب – تفسير سورة الفاتحة (ص9) ]
13- من أحسن ما يفتح لك باب فهم الفاتحة قوله تعالى – في الحديث القدسي : « قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ، ولعبدي ما سأل ، فإذا قال العبد { الْحَمْدُ لِلَّـهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} قال الله : حمدنى عبدي ، وإذا قال { مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ } قال الله : مجدني عبدي ، فإذا قال : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} قال الله : هذا بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل ، وإذا قال { اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ } إلى قوله { وَلَا الضَّالِّينَ } قال الله : هذا لعبدي ولعبدي ما سأل » ، فإذا تأمل العبد هذا ، وعلم أنها نصفان : نصف لله ، ونصف للعبد ، وتأمل أن الذي علمه هذا هو الله ، وأمره أن يدعو به ويكرره في كل ركعة ، وأنه سبحانه ضمن إجابة هذا الدعاء – إذا دعاه بإخلاص وحضور قلب – تبين له ما أضاع أكثر الناس . [محمد بن عبد الوهاب – تفسير سورة الفاتحة (ص8)]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق