اعتبرت إنجما قمة التطور والتقدم التكنلوجي في مجال التشفير إبان الحرب العالمية الثانية، غير أنها انكسرت أمام عبقرية العقل البشري المتجسد في العملاق آلان تورنج، ومنذ ذلك الحين تطورت العديد من الآلات و البرمجيات التي تعتمد على خوارزميات متقدمة لإنشاء و فك البيانات المشفرة، لكن قابلية تجاوز التشفير ظلت المعظلة الأزلية لعلماء الرياضيات في هذا المجال، اليوم ومع المتغير الجديد "الذكاء الاصطناعي" الذي بدل نظرتنا حول مدى استطاعة الرياضيات الإحاطة بكيفية عمل الشبكات العصبونية العميقة، يمكن القول إن عملية فك التشفير ستصبح شبه مستحيلة بالأدوات المتاحة حاليا.
أعلنت مختبرات غوغل للتعلم العميق عن نجاحها في صناعة ذكاء صنعي بإمكانه تشفير البيانات بنفسه، والغريب أن الأمر تم عن طريق لعبة تتنافس فيها ثلاث شبكات عصبونية كل واحدة تقوم بمهمة محددة :
- أليس (Alice) : تقوم بخلق بيانات مشفرة وترسلها ل"بوب".
- بوب (Bob) : يقوم بفك تشفير بيانات أليس حيث يمتلك مفتاح فك التشفير الخاص بأليس .
- إيف (Eve) : ويمثل الطرف الشرير في اللعبة، إذ يقوم بالتجسس على البيانات التي ترسلها أليس لبوب ويحاول فك تشفيرها بمفرده (لا يمتلك مفتاح فك التشفير).
من خلال تداخل عمل الأطراف الثلاث داخل شبكة عصبونية مشتركة، استطاع إيف أن يفك تشفير البيانات في بادئ الأمر غير أن أليس كلما انكسرت شفرتها كانت تطور واحدة أخرى وتغيرها، و الحصيلة :
" عجز تام لإيف عن فك تشفير أليس " وهذا ما يوضحه المبيان أعلاه، غير أن الأمر الأكثر إثارة هو عدم تقديم الباحثين أي خوارزميات تشفير أو تقنيات محددة ومعينة للشبكات الثلات، لكن تم إدراج دوال شرطية (إخفاق و نجاح) تسمح بمعرفة ما إن كان التشفير مجديا أو لا للأطراف الأخرى، ليتم الحصول في الأخير على شبكة جد قوية صنعها كل من بوب و أليس من الصعب فك تشفيرها.
وختاما، فكل ما يمكننا التساؤل عنه هو هل ستكون عملية فك تشفير البيانات مستقبلا ضربا من الخيال ؟ هل ستتغلب العقول البشرية على العقول الاصطناعية سريعة التطور ؟
مذا لو أنجبت لنا الحياة آلان تورنج آخر، بإمكانه هزيمة الذكاء الصنعي في ميدان التشفير... ؟المصدر :
https://goo.gl/x8TrJn
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق